في مارس 2024، خرج آلاف المواطنين الكوبيين إلى الشوارع في عدة مدن، من بينها سانتياغو دي كوبا وبايامو وهولغوين، احتجاجًا على التدهور المعيشي المتسارع الذي تمثل في انقطاع متكرر للكهرباء، وشح في الغذاء والمياه. كانت صرخة الناس تعبيرًا عن الغضب واليأس، لكن ردّ السلطات لم يكن إصغاءً، بل قمعًا قاسيًا.
في منطقة “إل كوبري”، أحد مراكز الاحتجاج، شهد السكان انتشارًا أمنيًا كثيفًا، واعتقالات تعسفية طالت عشرات المتظاهرين، بعضهم من الشباب والنساء. وبدلًا من الاستجابة للمطالب، زادت الحكومة من انتشار القوات في العاصمة هافانا ومدن أخرى، تحسبًا لاتساع رقعة الاحتجاج.
مقاطع الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت التعامل العنيف مع المتظاهرين، ما أثار موجة انتقادات داخلية وخارجية، وأعاد طرح السؤال حول مستقبل الحريات وحقوق الإنسان في جزيرة تعاني من أزمات اقتصادية خانقة وسلطة لا تتسامح مع الأصوات المحتجة