في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في البحر الأبيض المتوسط خلال العقد الأخير، لقي أكثر من 500 مهاجر مصرعهم في يونيو 2023 بعد غرق سفينة صيد تُدعى “أدريانا” قبالة سواحل بيلوس اليونانية. كان على متن السفينة مهاجرون من باكستان وسوريا ومصر، في محاولة يائسة للوصول إلى أوروبا هربًا من الفقر والحروب.
الصدمة لم تكن في عدد الضحايا فحسب، بل في الاتهامات الخطيرة التي وُجهت إلى خفر السواحل اليوناني، حيث أظهرت تقارير وتحقيقات إعلامية أن السلطات قد تكون تسببت في غرق السفينة أثناء محاولة سحبها بطريقة غير آمنة. الأخطر من ذلك، أن السلطات تجاهلت نداءات استغاثة متكررة، وتركت الركاب يواجهون مصيرهم دون إنقاذ.
الحادثة أثارت ردود فعل دولية غاضبة، وطالبت منظمات حقوقية بفتح تحقيق مستقل وشفاف لمحاسبة المسؤولين، معتبرة أن ما جرى يعكس نهجًا خطيرًا في التعامل مع ملف الهجرة، حيث تُقدّم “الردع” على أرواح البشر. الحادثة تحولت إلى رمز لفشل السياسات الأوروبية في إدارة الهجرة، وسلطت الضوء مجددًا على الثمن الباهظ الذي يدفعه المهاجرون على حدود القارة