في مشهد حافل بالعاطفة والتصميم، اجتمع الآلاف من الأمريكيين من أصول أفريقية في العاصمة واشنطن،لإحياء الذكرى العشرين لمسيرة “المليون رجل”، حاملين رسالة قوية ضد التهميش والعنصرية التي ما زالوا يعانون منها منذ عقود، وخاصة ما يتصل بعنف الشرطة وعدم المساواة.
انطلقت المسيرة من محيط نصب واشنطن، وصولًا إلى مبنى الكونغرس (الكابيتول هيل)، حيث امتدت الحشود في ساحة واسعة، مزينة بالأعلام، وسط هتافات تطالب بالكرامة والعدالة. نصب المنظمون شاشات عملاقة لبث كلمات قادة المجتمع الأسود، التي حملت رسائل حادة وواضحة ضد الظلم المتواصل.
ورفع المتظاهرون شعارًا لافتًا: “العدالة… وإلا!”، في إشارة إلى نفاد الصبر من استمرار السياسات التمييزية والإفلات من العقاب بحق المعتدين من رجال الشرطة. الحدث كان أيضًا مناسبة لاستذكار ضحايا مثل تريفون مارتن ومايكل براون، اللذين قُتلا على يد عناصر من الشرطة، في حادثتين أثارتا الغضب الوطني.
وفي خطاب مؤثر أمام الحشود، قال الزعيم البارز لويس فرخان، قائد حركة “أمة الإسلام”، إن “المجتمع الأسود بحاجة إلى التغيير الذاتي، لكنه في الوقت نفسه لا يستطيع أن يظل صامتًا أمام الظلم الحكومي والتمييز العنصري”. ودعا فرخان الرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما، إلى أن يبدأ بمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان داخل بلاده قبل التوجه لنقد الآخرين في الخارج.
المسيرة تأتي في وقت كانت فيه الولايات المتحدة تشهد موجة احتجاجات واسعة على خلفية عنف الشرطة، دفعت إدارة أوباما إلى اتخاذ إجراءات إصلاحية منها فرض قيود على تسليح قوات الشرطة، وتشجيع استخدام الكاميرات على أجسام الضباط لتوثيق التدخلات الميدانية.
رغم مرور عشرين عامًا على المسيرة الأصلية، يبدو أن مطالب العدالة والمساواة ما زالت نفسها، والصرخة ذاتها: “نحن هنا، ولن نصمت بعد اليوم”